رأي

العسكر الجزائري واستغلال الرياضة لتغذية الكراهية تجاه المغرب

العسكر الجزائري واستغلال الرياضة لتغذية الكراهية تجاه المغرب

لقد كان الانتصار الذي حققه المنتخب المغربي للفتيان في كرة القدم خلال بطولة إفريقيا للناشئين في العاشر من ماي 2023 ضد المنتخب الجزائري فوق ملعب جزائري، فرصة كشفت مرة أخرى حجم الحقد والكراهية اللذين يوجهان بوصلة سياسة جنرالات الجزائر ضد كل ما هو مغربي، سواء في الرياضة أو في قرصنة التراث المغربي وتزوير تاريخه،  أو في اصدار مرسوم رئاسي بمنع الشركات المغربية من المشاركة في المناقصات وطلبات العروض، أو من خلال اصدار قرار وزير التعليم العالي بمنع الأساتذة الجامعيين الجزائريين من المشاركة في الندوات العلمية بالمغرب او الكتابة في المجلات الأكاديمية المغربية، بل وصل الأمر إلى حد تجييش أئمة وخطباء المساجد في الجزائر لإلقاء خطب تهاجم المغرب من دون كل الدول.

وبعد محاولة تسييس المقابلة قبل إجرائها باستقبال الجنرال العجوز لفتيان الجزائر، ونشر مقاطع فيديو مهيجة ضد رفاقهم المغاربة في الكرة ومحاولة تصوير المقابلة وكأنها معركة “أمغالا الثالثة،” لم يجد إعلام النظام العسكري الجزائري بعد انتصار المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل صفر، غير مهاجمة طاقم التحكيم واتهامه بعدم النزاهة، في محاولة يائسة للتقليل من شأن الفوز المغربي الواضح والصريح وفي محاولة بئيسة لاختطاف تألق الفريق المغربي إفريقيا ودوليا.

لقد نزل النظام الجزائري إلى اسفل الدركات بنقل حربه القذرة إلى ميدان الرياضة. فالمنافسات الرياضية وجدت في الأصل للتقريب بين الشعوب ونشر ثقافة السلام والمحبة والوئام، ولكن جنرالات النفط والغاز لا يدعون اي فرصة تمر دون استغلالها لشحن الشعب الجزائري بالعداء والكراهية ضد المغرب. وقد شاهد العالم كيف تم الاعتداء بهمجية على منتخب المغرب لليافعين أقل من 17 عاما في سبتمبر 2022 اثناء تنظيم بطولة كأس العرب للناشئين في مدينة وهران الجزائرية، وكيف تم بتر الجزء الأخير من النشيد الوطني المغربي خلال البطولة الافريقية للناشئين المقامة حاليا بالجزائر، وقبلها كيف قاطعت فرق جزائرية دوريات رياضية أقيمت بالمغرب بسبب مشاركة فرق تمثل مدينتي العيون او الداخلة من الصحراء المغربية.

كما رأينا الحملات المسعورة للدولة الجزائرية بكل أجهزتها الدبلوماسية والاعلامية والرياضية لإفشال ترشيح المغرب لاحتضان البطولة الافريقية “كان 2025″، وصولا حتى إلى منع ذكر اسم المغرب على لسان المعلقين الصحافيين الجزائريين في القنوات والاذاعات الجزائرية عند تغطية المباريات في البطولة الافريقية المقامة حاليا في الجزائر، وحتى اثناء كأس العالم 2022  الذي حقق فيه المغرب التأهل لنصف النهائي، فقد قاطع الإعلام الجزائري اسم المغرب واكتفى بوصفه بالفريق المنافس تارة او الآخر او تارة أخرى..

إن هذه التصرفات الصبيانية تؤكد تفاهة النظام العسكري الجزائري وتؤكد حجم الكراهية والبغضاء والحقد الاسود الذي يكنه للمغرب شعبا ودولة وحضارة، وتؤكد الاستغلال الدنيء للرياضة كممارسة نبيلة لتحقيق أهداف قذرة في حربه الشاملة ضد المغاربة.

وهذه الأفعال والتصرفات والمواقف تفند كل مزاعم النظام الجزائري الذي يحاول تضليل الرأي العام الجزائري والدولي بالقول أن العداء الجزائري موجه حصريا ضد النظام المغربي، بينما الحقيقة الساطعة أن العداء الجزائري هو موجه ضد كل المغاربة وضد كل ما هو مغربي بما فيهم الرياضيون الشباب لاقل من 17سنة ولاعبو الفريق الوطني لكرة القدم الذين كانوا محط إشادة وتقدير من كل شعوب العالم خلال المونديال الأخير في قطر، بينما كان الاستثناء الوحيد هو النظام والإعلام الجزائريان اللذان تجاهلا إنجازات أسود الإطلس، وأظهرا الحقد الدفين على الفريق الوطني المغربي لكرة القدم ومن خلاله الحقد على الشعب المغربي كله.

أحمد نورالدين، خبير في العلاقات المغربية الجزائرية

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. الحقيقة التي لا جدال فيها هي ان المغاربة ضد فتح الحدود مع الجزائر.
    ان كان حكامكم ناكرين لما قدمه المغرب من تضحيات في سبيل استقلال بلدكم من ماماكم فرنسا ولتترك تلك الحدود كما هي الان. المغرب يعمل في صمت والجزائر كثر عويلها ونباحها والقافلة تسير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News