بيبل

“سيمو لايف”…”عرّاب الإيكوميرس” بالمغرب وقائد “مغامرة التايلاند”

“سيمو لايف”…”عرّاب الإيكوميرس” بالمغرب وقائد “مغامرة التايلاند”

لكل امرىء قَدْرُهُ حسب قَدَرِهِ، وقَلمَا تجْحِفُ الحياة بقراراتها في حق المجتهدين وكل من يُبادلها السخاء، فإن لم تكن عادلة في أحيان، فعدالة السماء تبقى ذات الكمال. هو من يفتخر بالقول إن رأسماله كان ذات يوم لا يتجاوز مائتي درهم، في كل مرة يسرد فيها تفاصيل حياته التي ألهمت الملايين، وأصبحت مرجعا لعديد الشباب المغاربة الحالمين بغد أفضل ومستقبل أكثر أمانا من صدمات الحياة المهنية المتقلبة.

أحَسَّ قبل سنوات عديدة بأن زمن “العيش من شبكة الأنترنت” آت لاريب فيه. آمن بإحساسه وحدسه ووهب نفسه لنعيم الأنترنت وعدالة السماء، في وقت كان فيه أشد المتشائمين مُزاحا لا يتوقع مصيرَ ابنِ “دوار ايزيكي” الذي ابتسمت له الحياة، وفتحت له الدنيا ذراعيها بمقدار زاوية أحلامه.

“سيمو لايف”؛ هكذا رضي لنفسه اسم شهرة وارتضاه له جمهوره ومتابعوه كذلك. اسم ظل مقرونا بمواضيع التجارة الإلكترونية والمقاولة والنجاح خارج “صناديق الوظيفة” و”فتات الرواتب”.

وبينما حَلق هذا الاسم عاليا، توارى محمد بعبيت عن الأنظار لسنوات، فهكذا هو اسمه الحقيقي الذي كان فيما مضى يحتضن ماضي وأحلام “سيمو لايف”. يستمر هذا في إحداث “الضجيج الإيجابي” على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، يضع الشباب في صلب حديثه، ويسوق لفكرة أن المال أو ما يسميه بـ”بركة الدولار” صار وسيلة وعنصرا فاعلا في تحقيق الرقي الاجتماعي، ما جعل اسمه مجرورا على كل لسان، ومرادفا لتيمة النجاح.

من محمد بعبيت إلى “سيمو لايف”

كان الزمان وقتها أحد أيام غشت من سنة 1988، والمكان ليس إلا “دوار ايزيكي” أحد أحياء عاصمة النخيل مراكش. هناك رأى محمد بعبيت للوهلة الأولى خيوط الضوء وخرج إلى الوجود الذي سينصفه، بعدما خاض ضده نزالا انتصر فيه الطموح وغابت المعيقات. محمد، كأقرانه، تعرف على الأنترنت، الذي كان آنذاك في بدايته، وعمره لا يتجاوز العشر سنوات، وقتها كان الزمن زمن مقاهي الأنترنت والشاشات المقعرة من الخلف.

اكتشف بعبيت ذلك العالم، تعلق به وأصر على أن يهب له طفولته عوض أن تأخذها منه الأزقة أو ملاعب الحي، فكان سبيله إلى ذلك كتابا للبرمجة يحمل عنوان HTML Pour Les Nuls، وضع كل “بيضه” في سلة واحدة، حتى يحصل على نسخة منه، وهو لا يزال في ربيعه الثاني عشر.

دارت الأيام وتوالت الأسابيع، لِيَلِفَ محمد بعبيت نفسه ممارسا للتجارة الإلكترونية من بوابة موقع “ebay” الأمريكي، على الرغم من بساطة الوسائل والندرة النسبية التي كانت طاغية على المعلومة التقنية وقتها. وكل ذلك لم يزده إلا إيمانا بنفسه وثقة في أن بعد كل ليل حالك شمسا تنثر الضوء في عموم المعمور. بدت الرؤية تتضح لابن “دوار ايزيكي”، فتصميمه رفقة صديق له لمواقع على الأنترنت كان الطريق الذي أدى به إلى تحقيق الألف دولار الأول فالألفين، وهكذا ازداد الرقم بازدياد عدد الأصفار على اليمين.

استثمر بعبيت قسطا هاما من رأسماله في مجال التسويق الإلكتروني، فكانت خطوة جعلت منه المسوق الأول في منطقة MENA لفائدة CLICK BANK الأمريكية. وفي هذا الوقت وُضعت شخصية محمد بعبيت في “تابوت” من الماضي وخرجت إلى العلن شخصية جديدة تحت اسم “سيمو لايف”. شخصية بحُلم متجدد فاقت نتائجها المهنية المليون دولار، لتكون وجهتها بذلك جزيرة “بوكيت” ببلاد التايلاند، أو الجزيرة التي لا ترضى بالزوار إلا إن كانوا من “السيليبريتي”.

ابن دوار “ايزيكي” شب على التجارة الإلكترونية وشاب عليها، ولم يضع لطموحاته سقفا ولا حدودا، بل وسع زاوية نظره تجاه المستقبل. آمن بأن التجارة عبر الأنترنت ليست عدما ولا مطاردة للسراب، بل هي تطور في السلوك الإنساني وطفرة في المعاملات التجارية. وعلى هذا النحو، أراد أن يعبد الطريق للمغاربة نحو “الإيكوميرس”، مستثمرا بذلك في منصة “Youcan” التي تأوي اليوم كل من يشبه “سيمو لايف” عندما كان ما يزال سابحا في أحلامه.

“مغامرة التايلاند”

قبل أسابيع من اليوم، بدا مغاربة “المواقع الاجتماعية” وكأنهم يتابعون مسلسلا أمريكيا فاقت حلقاته الستين حلقة، فأنظارهم توجهت ومن على شاشات هواتفهم صوب جزيرة بوكيت التايلاندية. هناك، كان “سيمو لايف” يصنع الحدث، في تجربة فريدة أسس لها بنفسه. تعلق الأمر بدورة تكوينية خص بها “الميليونير” أربعة شباب مغاربة، منهم شابان عرفهما المغاربة “صانعين للتفاهة” في الفضاء الأزرق، إذ حاول أن يشرح لهما ما معنى أن تبيع على الإنترنت، وأن يزرع في صدورهما “بذرة الإيكوميرس”. ولم تكن التجربة مهمشة أو مقصية من الاهتمام المغربي، بل كانت في أعلى سلم “الترند”.

وكما تمناها صاحب “الفيراري”، نجحت التجربة كما يقول ويُصرح بذلك، لتفتح شهيته على تجربة أكبر منها، بعد أن أراد رفع سقف المشاركين في تجربة أخرى صيفية إلى 150 فردا، غير أن ذلك فتح عليه باب “الشبهات” وجعل رأسه مطلوبا لدى “قضاة السوشيال ميديا”، على الرغم من كونه أدلى بما يفيد أن رسوم الدورة ما هي إلا تغطية لرسوم التنقل والإقامة والإعلانات، وهو بنفسه ما هو إلا مُبدع للفكرة، وكأن لسان حاله يقول: ما كان هذا جزائي إذا رعيت له…حق الإخاء ولكن للورى شيم.

رسوم الدورة التي قدرت بستة ملايين سنتيم جعلت الكل يصوب بنادقه تجاهه، ما جهز مساحة خصبة لتكاثر “الإشاعات والتحليلات”. الأمر جعله يخرج غير ما مرة للتوضيح عبر فيديوهات ولقاءات صحفية، شرح فيها المسألة وأزال الشبهات ونفى ما يتردد في حقه.

رغم ذلك، ما يزال “سيمو لايف” في قلب عاصفة إلكترونية لم تهدأ رياحها إلى حدود الساعة، ظل معها الجميع مراقبا لما ستؤول إليه الأوضاع. ويظل معها السؤال الأبرز الذي ستجيب عنه الأيام القادمة: هل تكتمل “مغامرة التايلاند” أم أن “محكمة الفايسبوك” ستقضي ببطلانها؟

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. عيب عليكم لو كنتو كتفهمو غير فشوية من التجارة الالكترونية والضرر ديال هادشي على المراهقين كون تحشمو تكتبو هادشي… هاديك ستة د المليون خلات شي مراهقين يقجو واليديهم ويهددوهم بالخروج من الدراسة ويضبرو ليهم الفلوس بأي طريقة بغية الهدف السريع لي مستحيل يحققوه حيت سيمو لايف براسو مات ليه لحوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News