بورتريه

عايش 6 حكومات.. فيصل لعرايشي “ديناصور” التلفزيون وأشهر من طاردتهم لعنة “ارحل” بالمغرب

عايش 6 حكومات.. فيصل لعرايشي “ديناصور” التلفزيون وأشهر من طاردتهم لعنة “ارحل” بالمغرب

وأنت تطالع السيرة الذاتية للمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تكاد تجزم أن فيصل لعرايشي، رجل يتمتع بقوى خارقة، يرتقي من هذا المنصب لذاك، ويظفر بآخر دون عناء، رغم أنه كان من بين أشهر من لاحقتهم عبارة “ارحل” أكثر من مرة ولأسباب عدة.

ولأن لا دخان بدون نار، وبعيدا عن ما يعلنه لعرايشي، وهو خريج جامعة ستانفورد العريقة، فإن الكثير من الملفات العالقة بقنوات القطب العمومي، تنذر أن المدير العام والذي راكم تجربة تتجاوز 20 عاما في إدارة أكبر مؤسسة إعلامية بالمغرب، يخفي أكثر مما يعلن.

مناسبة هذا الكلام، أنه في الوقت الذي أجمع المغاربة على الاحتفاء بإنجازات أسود الأطلس التاريخية بمونديال الدوحة، وبدؤوا يؤمنون أن القادم أفضل، وأن مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، أبى لعرايشي إلا أن يخرج الإعلام من دائرة القطاعات الحالمة بغد أفضل، ليفاجئ المغاربة ببث رديء ونقل تلفزي لاستقبال المنتخب المغربي وصف ب”المهزلة”، معتمدا على طرق كلاسيكية ولى زمانها.

ويلاحق الغموض والجدل لعرايشي، منذ تعيينه مديرا للإذاعة والتلفزة في 1999، عوض محمد الأيساري، والذي كان “يحكم” المؤسسة بيد من حديد، وعصفت به أخطاء في عملية الإخراج التلفزي لجنازة الملك الراحل الحسن الثاني، لينعث بعد ذلك من طرف العديد من العارفين بكواليس الإعلام وخباياه ب”مدير الصدفة”.

“الرجل الخارق” حسب محبيه، إضافة إلى إدارته لهولدينغ إعلامي (8 قنوات تلفزيونية وطنية وواحدة جهوية إلى جانب محطات إذاعية)، يرأس الجامعة الوطنية للتنس واللجنة الأولمبية الوطنية، مما يضعه أمام استفسارات وأسئلة تدور رحاها حول وضعية هذه الرياضة ومستقبلها، لكن لأنه “لعرايشي” لا يجيب وأحيانا يريد أن يوهم الجميع أنه لا يسأل ولا يُسائل.

وأما لعنة “ارحل” فتطارد الرجل منذ فترة ليست بالقصيرة، بسبب رفض المشاهد المغربي لكثير مما تعرضه “قنوات لعرايشي”، خاصة المواد الترفيهية منها، والتي جعلت الكثير من سكان المملكة يهاجرون لقنوات أجنبية، وهذا ما تؤكده أرقام ماروك ميتري في كل مناسبة سانحة.

ورغم أن إدارة قنوات لعرايشي تحاول في كل مرة أن “تغير جلدها” وتظهر ببرمجة جديدة، تسبقها حملات إعلانية هنا وهناك، إلا أن المتابع لما يعرض يعرف أن جزء كبيرا من كل ذلك “غير حقيقي”، ف”الإخبارية” مثلا، أضحت قناة مهجورة، نظرا لأنها تعتمد وفي غالب ساعات بثها على إعادة برامج بعضها تم إنتاجه قبل سنوات.

وبعيدا عن ما يعرض وقريبا من أوضاع المسؤولين عن العرض، يواجه فيصل لعرايشي العديد من الاتهامات، بعضها خرج للعلن وآخر مازال يدور في مكاتب المأجورين، حيث تم اتهامه بعدم توفير ظروف لائقة للعمل وعدم تلبية مطالب الرفع من الأجور، بدليل الاحتجاجات التي تظهر داخل الشركة بين الفينة والأخرى، كما تم اتهامه أيضا ب”تغليب منطق الوساطة والمحسوبية والزبونية وعدم إعمال مبدأ المحاسبة”.

وكانت نقابة العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قد طالبت ب”الوقوف الفوري على سوء التدبير والإختلالات الإدارية وتفشي مظاهر المحسوبية والزبونية وإعمال مبدأ المحاسبة في تسيير العديد من المديريات”، وأيضا “فتح حوار حول إنتاج داخلي يستند على سياسة تدبيرية ناجعة وشفافة تقوم على استثمار الكفاءات الداخلية ومحاربة تبذير المال العام، وخدمة المواطن المغربي في الثقافة والفن والأخبار”.

في مقابل كل هذا اللغط الذي يثار حول الرجل، لا يبدو أنه استسلم أو قرر تسليم المفاتيح، فعندما طالبه البرلمان نهاية 2020، وهي واحدة من خرجاته القليلة بتقديم الحساب في لجنة مراقبة المالية العامة، استغرب “ديناصور” التلفزيون مما وصفها “بالصورة النمطية حول الشركة”، مدافعا عن حصيلته بأنه في سنة 2000 كانت الإذاعة والتلفزة تضم 2250 عاملا بقناة واحدة وإذاعتين وطنيتين وثمان جهويات واليوم 2020 عاملا، وتم تقليص العدد بحوالي 12 في المائة.

ولم يكتف العرايشي بذلك وقتها بل أكد أن البث في التلفزيون العمومي المغرب ارتفع من 6500 ساعة إلى 30 ألف ساعة بث اليوم، كما أن الاستثمار في الدراما حسبه والذي كان 800 ألف درهم بلغ 400 مليون درهم.

كل المعطيات السالفة تساءل المنطق الذي يشتغل به العرايشي، بعد أن أفضى تدبيره الشركة لسنوات إلى فشل داخلي، يثير احتجاجات العاملين، وخارجي أصبح يلمسه جميع المغاربة، ولعل خير مثال على عدم الثقة التعليقات الساخرة والانتقادات التي وجهت لإعلان الشركة أنها ستبث “الموندياليتو”، ما يطرح السؤال حول ما إن كان هذا المدير يملك شجاعة وضع المفاتيح وتسليم المسؤولية لغيره، أم أن المغاربة سينتظرون خلاصهم من الرداءة إلى حين.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. قنوات الصرف الصجي بكل اشباه صحفييها هم عبارة فقط عن موظفين ملحقين تابعين لوزارة الداخلية وبعيدين كل البعد عن العمل الصحفي المتعارف عليه دوليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News