مجتمع

انتهت بسيناريوهات مؤلمة.. هذه قصص اختطاف أطفال أفجعت نهايتها المغاربة

انتهت بسيناريوهات مؤلمة.. هذه قصص اختطاف أطفال أفجعت نهايتها المغاربة

حرّك اختطاف الطفلة فاطمة الزهراء، البالغة من العمر 5 سنوات، بمدينة القنيطرة، رغم العثور عليها سالمة صباح اليوم الجمعة بحافلة للنقل الحضري، مشاهدا وصورا كثيرة في ذهن المغاربة، لقصص اختفاء أو اختطاف أطفال صغار في السنوات القليلة الماضية.

بعض هذه القصص، لا زالت بشاعة نهايتها تُلاحق ذاكرة المغاربة إلى اليوم، لا سيما بعد أن حظيت بمتابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وانخراط جماعي في عملية البحث عن المختفين، دون أن يسفر عن أي أخبار جيدة.

الطفل عدنان بطنجة، والطفلة نعيمة بزاكورة، والطفل الحسين بتارودانت، وغيرهم آخرون، يختزلون فواجعا توزعت جغرافيا بطريقة قسمت الوجع على أركان الوطن بالتساوي، وذلك بسبب نهاياتها المؤلمة.

الرابط بين هذه القصص، أن الجميع تتبع مستجدات عمليات البحث عن ضحاياها، وسط تلهف لسماع أخبار مفرحة حول العثور على الأطفال المختطفين، وظل الكثيرون يتشبثون بخيط الأمل الأخير، فيما تماهى الآباء والأمهات مع وضعية والدي الأطفال المُختطَفين، وصارت المأساة والوجع، بقُدرة “خاطف”، قدرا جماعيا يقتسمه المغاربة.

تخيل كثيرون تلك اللحظات الأخيرة التي عاشها أطفال أبرياء، وهم يتوسلون ويذرفون الدموع، حتى لا يتم اغتيالهم من طرف ذئاب بشرية، لأسباب تباينت بين الرغبة في إشباع الغريزة الحيوانية عبر الاغتصاب، أو في قصص أخرى للبحث عن الكنوز والقيام بأعمال الشعوذة، بينما ظلت الأسباب في قصص أخرى معلقة.

يحدث أن يستفيق الرأي العام بعد كل قصة، ويطالب بأشد العقوبات على الجناة، وتتسائل المنظمات والجمعيات حول حقوق الطفل وقوانين حمايته، ويترافع البرلمانيون، ثم فجأة يركن الجميع إلى الصمت في انتظار قصة أخرى تؤكد أن الطفولة بالمغرب تُستنزف على دفعات.

عدنان.. جرح البوغاز

قصة الطفل عدنان بوشوف، البالغ من العمر 11 سنة، من بين أكثر القصص المؤلمة التي صدمت الرأي العام، ذلك أن هذا الطفل البارئ، الذي ظهر في صور عديد مبتسما للحياة، سيتعرض للاغتيال بدم بارد، بعد أن تعرض للاغتصاب من طرف مجرم عمد إلى إخفاء جثته وتمويه الشرطة بطلب فدية من أسرته.

حدث ذلك منتصف شهر شتنبر، حينما استدرج الجاني الطفل عدنان إلى شقته بعدما كان على معرفة مسبقة به، إثر تردده على مطعم والده، أوهمه بالحصول على دواء جدته الذي أرسله والده لاقتنائه، وبتسليمه هدية، غير أن النهاية كانت بدفن جثته في حفرة بحديقة مجاورة لمنزله.

كاميرات المراقبة وثقت مصاحبة المجرم للطفل عدنان، فحاول تغيير شكله من خلال قص شعر رأسه وإزالة لحيته، غير أن محاولته تمويه البحث بالاتصال بأب عدنان لطلب الفدية، جعلته يسقط في يد العدالة ليتم الحكم عليه بالإعدام (لم ينفذ بعد)، بعد إدانته بجرائم “الاغتصاب والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإخفاء جثة وتشويهها، والتغرير بقاصر، وهتك عرضه بالعنف”.

وقررت هيئة الحكم بالغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف في طنجة كذلك، إدانة 3 متهمين بأربعة أشهر حبسا نافذا، مع فرض غرامة مالية قدرها ألف درهم، وذلك بعدما إدانتهم بجنحة عدم التبليغ.

نعيمة.. ألم الهامش

تعود تفاصيل قصة نعيمة الروحي، ابنة دوار تفركالت، جماعة مزكيطة إقليم زاكورة مدينة، التي لم تتجاوز 5 سنوات، إلى شهر شتنبر 2020، أسابيع قليلة بعد مقتل الطفل عدنان، حين اختفت عن الأنظار من أمام منزل أسرتها، قبل أن يتم العثور عليها بأحد الجبال القريبة من مسقط رأسها.

سيناريو اختفاء الطفلة نعيمة، التي تعاني من إعاقة، كشف عن نوع آخر من الجرائم الذي يترصد الأطفال الصغار بالخصوص، أو من يطلق عليهم “الزوهريين”، من خلال استخدامها في البحث عن الكنوز من خلال إهدار دمهم.

في الهامش هناك، من مدينة زاكورة، لم يتم العثور على الطفلة نعيمة إلا بعد أن نُهش جسدها، ولم يتم التعرف إليها إلا من خلال ملابسها التي كانت ترتديها آخر مرة، التي كانت مرمية إلى جانب عظامها وشعرها.

المتورطين في هذه الجريمة الشنيعة أحدهما فقيه والآخر ممتهن للبحث عن الكنوز، وتم توقيفهما بعد أن ثبت تورطهما في القضية ومتابعتهما من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات وقاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها في حالة اعتقال، لتتم إدانتهما بـ25 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما.

الحسين.. لغز سوس

قصة الطفل الحسين وكريم، الذي لا يتجاوز عمره أربع سنوات، ابن قرية آيت حمو ضواحي مدينة تارودانت، تعد من الألغاز المحيرة التي لم يتم حلها بعد، رغم مرور ما يناهز سنتين عن اختفائه دون أن يترك أي علامات تقود إليها رغم البحث المعمق الذي أشرفت عليه السلطات.

وخرج الطفل بعد عودته مباشرة من المدرسة للعب أمام منزل عائلته بالقرية، إلا أنه اختفى عن الأنظار منذ تلك اللحظة، وفق عائلته. إذ لم ينجح تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب لصوره ومعلومات تخصه على نطاق واسع في العثور عليه.

العائلة أخبرت السلطات بالاختفاء، بعد محاولات عديدة للبحث عنه في الجوار دون أي نتيجة، لتقوم بعد حلولها في عين المكان بحملات تمشيطية واسعة، مستعينة بالكلاب البوليسة المدربة وطائرة “الدرون” ومعدات أخرى، وشمل البحث أماكن مختلفة، داخل القرية التي يقطن بها الطفل وبقرى مجاورة بما في ذلك الآبار والمنازل المهجورة، غير أن ذلك لم يسفر عن أي نتيجة.

وعاشت عائلة الطفل الحسين المختفي الكثير من المعاناة بسبب الإشاعات التي كانت تطلق في كل مرة حول العثور على الطفل الحسين. ولا تزال قضية الحسين غامضة إلى حدود اللحظة، إذ لم يعرف ما إذا كان الأمر يتعلق باختطاف أم جريمة قتل أم سبب آخر.

فاطمة الزهراء.. جرس الإنذار

لحسن الحظ أن قصة الطفلة فاطمة الزهراء بمدينة القنيطرة لم تنته بشكل بشع، بعد أن تم العثور عليها في حافلة للنقل الحضري، بعد أن تركها هناك المختطف الذي يجري البحث عنه.

وانتشرت مقاطع من كاميرا مراقبة أحد المحلات التجارية، توثق لاستدراج المتهم الطفلة فاطمة الزهراء، مقابل بعض الحلوى، ليتم إطلاق حملة من أجل البحث عنها، قبل أن يقرر المشتبه به وضعها بإحدى الحافلات.

وجاءت قضية الطفلة فاطمة الزهراء لتنبه إلى الخطر الذي يتهدد أطفال المغرب من المختطفين، وذلك حتى تتحرك السلطات والجهات المعنية، قبل أن يتم تسجيل فاجعة إضافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News