خبير: الاجتماع الوزاري بين الدول التي افتتحت قنصليات تثمين للمكاسب الديبلوماسية
تزامنا مع تصاعد تحركات خصوم الوحدة الترابية المغربية بالمنطقة، آخرها ما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد من استقبال لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، أعلن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن قرب انعقاد اجتماع وزاري للدول التي فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، روي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس، عقب افتتاح قنصلية عامة لبلاده بالداخلة، أنه سيتم العمل، في الأشهر القليلة المقبلة على “عقد اجتماع، سواء في العيون أو الداخلة، يضم كل الدول التي فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية، لتأكيد هذه الدينامية وخلق تنسيق أكبر بين هذه البلدان”.
وطرح هذا الإعلان مجموعة من التخمينات بخصوص أهداف المغرب من هذه الخطوة، لا سيما في ظل حرص المملكة على حشد حلفائها وسحب مواقف متقدمة من شركائها، سواء التقليديين أو الجدد، بعد أن أصبح الموقف تجاه الصحراء المغربية محددا في سياسة المغرب الخارجية.
وفي وقت عمدت الجزائر إلى استقطاب تونس إلى خندق داعمي الجمهورية الوهمية، واستقبلت الرئيس الفرنسي، فيما يشبه تنسيقا ثلاثي بالمنطقة، فضل المغرب الإجابة عن هذه الخطوة باستمراره في فتح تمثيليات قنصلية بالأقاليم الجنوبية والتنسيق بين هذه الدول مستقبلا.
تثمين للمكاسب
وأفاد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي لحقوق الإنسان، في تصريح ل”مدار21″، أن إعلان بوريطة عن اجتماع وزاري بين الدول التي فتحت قنصليات بالأقاليم الجنوبية يأتي في سياق “تثمين المكاسب السياسية والدبلوماسية التي يحققها المغرب بخصوص قضية وحدته الترابية”.
وأوضح الخبير في قضية الصحراء، سالم عبد الفتاح، أن مجموعة من المكاسب الدبلوماسية “تترسخ رغم المناورات الحثيثة التي يعكف عليها خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية”.
وبالتالي فالاجتماع الوزاري المعلن عنه من طرف بوريطة، للدول التي افتتحت قنصليات بالأقاليم الجنوبية، وفق سالم عبد الفتاح، يأتي أيضا “لتحصين المكاسب الدبلوماسية الهامة التي راكمها المغرب مؤخرا، إزاء مناورات خصومه وأعداء وحدته الترابية”.
إحباط الجزائر..
وأشار سالم عبد الفتاح إلى أن الجزائر توظف الصناديق السوداء الضخمة، من ريع البيترودولار ومن أموال دافعي الضرائب الجزائريين، لأجل ضرب سيادة بعض الدول ومحاولة شراء ذمم المسؤولين فيها وتوجيه في قراراتهم، كما حدث مؤخرا مع الرئيس التونسي قيس سعيد.
وتابع المتحدث أنه رغم التنازلات والامتيازات التي توفرها الجزائر لعديد الدولة المؤيدة لمغربية الصحراء، إلا أنها لا تزال عاجزة عن التأثير فيها أو تغيير مواقفها، كان آخرها المناورات الجزائرية باستقبال رئيس غينيا بيساو بعد أيام قليلة من إبدائه لموقف متضامن مع المغرب في قمة تيكاد بتونس.
وأوضح المتحدث أن الجزائر لم تنجح في تغيير موقف رئيس غينيا بيساو من قضية الصحراء، والأمر نفسه حدث مع استقبال الرئيس الفرنسي دون أن تنجح الجزائر في تغيير الموقف الفرنسي، خاصة وأن إيمانويل ماكرون أعلن مباشرة بعد مغادرته الجزائر، عن اعتزامه زيارة المغرب.
سياق الاجتماع الوزاري
وفي إطار كشفه لسياق الاجتماع المرتقب، أوضح الخبير الصحراوي أنه يأتي بالموازاة مع افتتاح 30 دولة لقنصليات لها في كل من مدينتي العيون والداخلة، في أرقى تجسيد للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، إضافة إلى “تسجيل قوى دولية وازنة لمواقف صريحة داعمة للمغرب بخصوص النزاع، كان في مقدمتها كل من الولايات المتحدة الامريكية اسبانيا ألمانيا…”.
ومن جهة أخرى، يضيف سالم عبد الفتاح، أن هناك استمرار ل”مسلسل سحب عديد الدول أيضا لاعترافاتها بالكيان المزعوم، كان آخرها دولة البيرو. فضلا عن الاعتراف الضمني لعديد الدول والهيئات الوازنة بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال الاتفاقيات والشراكات التي تجمع المغرب بشركائه الاستراتيجيين والتي تشمل جميعها أقاليمه الجنوبية”.
الجبهة الداخلية..
ويؤكد سالم عبد الفتاح على أن المعارك الدبلوماسية ما هي إلا ترجمة حرفيه لواقع الجبهة الداخلية، وبالتالي فقوة الموقف المغربي تكمن في صلابة جبهته الداخلية، وفي المكاسب الميدانية التي يحققها في الصحراء.
وأشار المتحدت إلى هذه المكاسب تتجلي في تكريس المغرب لممارسة سيادته على أرض الواقع منذ اندلاع هذا النزاع المفتعل قبل قرابة النصف من الزمن، عبر تأمين كافة المواقع الاستراتيجية بالإقليم، والتي كان آخرها تلك العملية التاريخية التي شنها الجيش المغربي في معبر الكركرات في الثالث عشر من نوفمبر 2020.